وكالة أنباء الحوزة - لقد اقتضت الحكمة الإلهية أن يمرض الإمام زين العابدين في يوم عاشوراء لكي يسقط عنه الجهاد, ولولا مرضه في ذلك اليوم لما كان لشريعة المصطفى أن تُحفظ وتبقى ولأصبح الإسلام نسياً منسياً, لأنه (ع) لو لم يكن مريضاً فإنه حتماً سيقاتل ويُقتل لا محالة، ورغم مرضه الشديد إلا أنه لما سمع واعية أبيه واستغاثته نهض من فراشه وهو يتوكأ على عصاه ويحمل سيفه لمواجهة الأعداء ونصرة أبيه فجاء النداء من أبيه لعمته العقيلة زينب (ع) وهو يدعوها إلى حفظ وريث الأنبياء والأمين على شرعة السماء بقوله: (إحبسيه لئلا تخلو الأرض من نسل آل محمد)
انطلق صوت زين العابدين بعد معركة الطف ليدحض أكاذيب الأمويين ويؤكد للرأي العام على أن هذه الثورة هي تجسيد للإسلام المحمدي وامتداد لمنهج النبي (ص) في كل المراحل التي مر بها في رحلة الأسر وأول صوت له (ع) كان في الكوفة من خلال خطبته العظيمة التي بين فيها الجريمة النكراء التي ارتكبها الأمويون بقتلهم سبط رسول الله ثم تتابعت خطبه في الشام والمدينة.
وهكذا جرّد الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) السلطة الأموية الجائرة من الصبغة الشرعية التي أوهموا وخدعوا بها الناس, وفضح جريمتهم النكراء بحق آل الرسول في كربلاء, وأوضح وبيّن أعمالهم الوحشية بقتل الحسين وأهل بيته وأصحابه وهم ظِماء, وأسرهم وسبيهم بنات الرسول والطواف بهن من بلد إلى بلد.
كما جرت أحداث أخرى في حياته (عليه السلام) تجرّع فيها الكثير من الغصص من حكام بني أمية وظلمهم ولكن تبقى واقعة كربلاء الجرح الذي لم يندمل عند الإمام زين العابدين ولم يزل باكياً حتى فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها.